في خطوة نوعية نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتوفير بيئة عمل مستقرة ومستدامة للمستقلين ورواد الأعمال في غزة، أعلنت حاضنة طاقات عن الانتهاء من تركيب وتشغيل نظام طاقة شمسية متكامل داخل مقرها، بتمويل كريم من مؤسسة "سيد" للتنمية، في إطار شراكة استراتيجية تهدف إلى تمكين المجتمعات المتضررة وتعزيز صمودها في ظل التحديات المتفاقمة.
ويعد هذا التحول إلى الطاقة المتجددة خطوة استراتيجية من طاقات نحو تقليل الاعتماد على الشبكة الكهربائية المتذبذبة في قطاع غزة، والتي تعاني من انقطاعات متكررة ولساعات طويلة يوميًا، ما يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المستفيدين من الحاضنة الذين يعتمدون على الكهرباء في تنفيذ أعمالهم الرقمية ومشاريعهم التقنية والابتكارية.
النظام الجديد الذي تم تركيبه يغطي معظم احتياجات الحاضنة من الكهرباء، بما يشمل أجهزة الحاسوب، الإنترنت، الإنارة، وأنظمة التبريد والتهوية. ويشمل النظام ألواحًا شمسية عالية الكفاءة، وبطاريات تخزين للطاقة للاستخدام الليلي أو في أوقات غياب أشعة الشمس، بالإضافة إلى وحدة تحكم ذكية لضمان إدارة الطاقة بأفضل شكل ممكن.
وقد صرّح شريف نعيم، المؤسس والمدير التنفيذي لحاضنة طاقات، قائلاً:
"هذا التحول النوعي لم يكن ليحدث لولا الدعم السخي من مؤسسة سيد، التي آمنت برسالتنا وساهمت في تمكيننا من تجاوز واحدة من أكبر التحديات التشغيلية التي نواجهها. الطاقة المستقرة تعني فرصًا أكبر للعمل والإنتاج والاستقرار المهني للمستقلين الذين يتخذون من طاقات نقطة انطلاق لأعمالهم."
من جهتها، أكدت مؤسسة "سيد" أن هذا التبرع يأتي في إطار رؤيتها لدعم الحلول المستدامة في المجتمعات التي تواجه تحديات إنسانية وتنموية مركبة، حيث قالت في بيانها:
"نحن في سيد نؤمن بأن دعم بيئة العمل المستدامة هو استثمار في الإنسان، والمستقلون ورواد الأعمال في غزة بحاجة إلى البنية التحتية التي تضمن لهم الاستمرارية. الطاقة الشمسية لم تعد رفاهية، بل ضرورة لتأمين الحق الأساسي في الوصول إلى الكهرباء."
يُذكر أن حاضنة طاقات تقدم خدماتها لأكثر من 300 مستقل/ة وريادي/ة على مدار العام، من خلال توفير مساحات عمل مشتركة، إنترنت عالي السرعة، جلسات تدريبية، واستشارات مهنية، إلى جانب الدعم النفسي والمجتمعي للمستفيدين، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يمر بها القطاع.
ومع توفر الطاقة الشمسية، بات بإمكان طاقات تمديد ساعات عملها واستضافة فعاليات تدريبية إضافية في أوقات المساء دون القلق من انقطاع الكهرباء أو ارتفاع التكاليف التشغيلية.
هذا التحول نحو الطاقة النظيفة ينسجم أيضًا مع التوجهات العالمية في مواجهة التغير المناخي، ويعكس دور المبادرات المحلية في الإسهام الفعلي بحماية البيئة، حتى في أكثر المناطق تحديًا.
وختم نعيم حديثه قائلاً:
"نحن لا نوفر فقط مساحة للعمل، بل نؤسس لثقافة إنتاج واعية، صديقة للبيئة، ومستدامة. ونتطلع إلى مزيد من الشراكات التي تساعدنا على توسيع أثرنا وتعزيز بيئة العمل الحر في غزة."